زرت يوما محفلا صوفيا ووجدت المريدين يرقصون و مولانا جالس ساكن
اقتربت منه و هو مسترخيا و يقظا ينضر اليهم فنضرت في عينيه فاذا فيهما فراغ انها مثل عيني القطط تماما
بادرته بالسؤال : مولانا مالي لا أراك ترقص معهم؟
مولانا ''وهو يقظ '' : ولمذا لا ترقص انت ؟؟
عبدالهادي : لا اؤمن بها مولانا
مولانا : ولا أنا
عبدالهادي : ماذا !!!
مولانا ''مبتسما '' مشيرا الى المريدين : انضر في اعينهم انهم نائمون
مولانا : هم طلبو ان يتعلمو ذلك و اريدهم ان يقتنعو بان الرقصة ليست مطلوبة لذاتها ان الصلاة هي طريقة التأمل و لكن روح الصلاة اكثر اهمية من الصلاة نفسها و نفس الشئ بالنسبة لهذه الشطحات ماهي الا قالب له جوهر انها طرق لتحكم بالروح الكونية
في غاية هي الوصول الى التنوير الروحي و الى الله
مولانا : اؤمن يا بني ان لكل انسان طريقته الخاصة و ما احاول فعله هو مساعدة كل شخص على ادراك طريقته الخاصة ان المنهج الصوفي هو منهج خطير و انني لدي نوعين من المريدين اما مقلدين اتركهم يجربون ما يطلبون لانهم لم يصلو الى مرحلة يستطيعون منها ان يقودو انفسهم و يكتشفو حقيقتهم الداخلية فلعلهم ينضجون يوما و النوع الثاني احبائي و اصدقائي المقربين نتعاون على الوصول الى الله عبر اكتشاف ذواتنا و مصداقيتنا الداخلية
عبدالهادي : ادعو لي الله ان اكون منهم ؟
مولانا : اعني على نفسك بكثرة الذكر و سعة القراءة و كثرة التأمل و الصلاة وحافظ على حريتك لا تنخدع فتصبح نائما حريتك و ان افتاك الناس و افتوك و افتوك
عبدالهادي : ممتن مولانا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق